الأخبار

صورة توضيحية لمقال: هالاند يقود النرويج لانتصار تاريخي على مولدوفا في تصفيات المونديال  2026

هالاند يقود النرويج لانتصار تاريخي على مولدوفا في تصفيات المونديال 2026

يلا حصري 2025-09-10 02:35 م

شهدت تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 واحدة من أكثر المباريات إثارة، بعدما تمكن المنتخب النرويجي من سحق نظيره المولدوفي بنتيجة غير مسبوقة بلغت 11-1. هذا الانتصار الكبير لم يأتِ من فراغ، فقد تألق المهاجم الشاب إيرلينج هالاند بشكل استثنائي، ليكتب فصلاً جديدًا في مسيرته المبهرة مع كرة القدم العالمية.

المهاجم صاحب الـ24 عامًا قدّم أداءً لا يُنسى بعدما سجل خمسة أهداف كاملة خلال اللقاء، في الدقائق (11، 36، 43، 52، 83)، ليصبح ثاني لاعب في تاريخ النرويج يحقق خماسية في مباراة واحدة، بعد الإنجاز الذي دوّنه أود وانج سورنسن عام 1948. بهذا الإنجاز، رفع هالاند رصيده إلى 9 أهداف في التصفيات الحالية، كما وصل إلى 48 هدفًا بقميص منتخب بلاده خلال 45 مباراة دولية فقط، وهو معدل تهديفي مذهل يؤكد مكانته بين أفضل مهاجمي العالم.

لكن تألق النرويج لم يتوقف عند هالاند وحده؛ فقد ساهم زملاؤه في صناعة الانتصار التاريخي. مارتن أوديجارد، قائد المنتخب ولاعب آرسنال، كان حاضرًا بتمريراته الدقيقة التي فتحت الدفاع المولدوفي في أكثر من مناسبة، بينما أضاف فيليكس

أظهر ميهري بصمته المميزة في وسط الميدان بفضل تحركاته الذكية وتمريراته الدقيقة. لكن المفاجأة الأبرز جاءت من الشاب الواعد ثيلو آسجارد، الذي دخل كبديل ليحوّل مجريات اللقاء بشكل لافت، بعدما أحرز أربعة أهداف كاملة. هذا الأداء المذهل عكس حقيقة أن المنتخب النرويجي يملك جيلاً شاباً واعداً، قادرًا على كتابة تاريخ جديد وتحقيق إنجازات كبرى في المستقبل.

جاء هدف مولدوفا الوحيد من لقطة عكسية بعدما سجّل المدافع النرويجي ليو أوستيجارد بالخطأ في شباك فريقه. إلا أن هذا الهدف لم يكن له أي تأثير يُذكر، إذ واصل المنتخب النرويجي فرض سيطرته المطلقة على مجريات اللعب، مهاجماً بكثافة منذ اللحظات الأولى وحتى نهاية المباراة، ليؤكد تفوقه الواضح.

بهذا الفوز، عززت النرويج صدارتها للمجموعة التاسعة بالعلامة الكاملة (15 نقطة من خمس مباريات)، لتقترب بشكل كبير من حجز بطاقة التأهل إلى المونديال للمرة الأولى منذ نسخة 1998. الجماهير النرويجية عاشت ليلة استثنائية، حيث تحوّل الحلم الذي طال انتظاره إلى طموح واقعي يمكن تحقيقه إذا واصل الفريق الأداء بنفس القوة في الجولات المقبلة.

الإحصائيات التاريخية لم تترك مجالًا للشك حول قيمة ما حققه هالاند. فبحسب شبكة «أوبتا»، أصبح أول لاعب نرويجي في القرن الحالي يسجل خمسة أهداف في مباراة واحدة مع المنتخب. ومع صغر سنه ومعدله التهديفي المرتفع، يبدو أن النجم الملقب بـ"الآلة" مرشح لتحطيم المزيد من الأرقام القياسية في المستقبل.

هذا الانتصار الضخم لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل رسالة قوية لكل المنافسين بأن النرويج تعود بقوة إلى الساحة الكروية العالمية. الجماهير أصبحت أكثر إيمانًا بقدرة هذا الجيل الذهبي، بقيادة هالاند وأوديجارد، على إعادة المنتخب إلى البطولات الكبرى. وإذا استمرت النتائج بهذا المستوى، فإن مونديال 2026 قد يشهد عودة طال انتظارها للنرويج.

في النهاية، أثبت هالاند أنه ليس مجرد مهاجم عابر، بل نجم استثنائي قادر على تغيير ملامح أي مباراة. وبينما تترقب أوروبا والعالم ما سيقدمه في قادم الاستحقاقات، يبقى المشهد الأوضح أن النرويج تملك اليوم مشروعًا كرويًا حقيقيًا قد يضعها مجددًا بين كبار اللعبة.